يعتبر تخصص الهندسة من التخصصات الجامعية التي يكثر عليها الطلب بشكل كبير سنويا من طرف الطلاب الجامعيين، وذلك لما يوفره لهم من مستقبل واعد وفرص شغل مطلوبة، وسهولة الحصول على وظيفة برواتب مجزية حال التخرج بميزات مرتفعة وعالية. ولما كذلك تحمله كلمة مهندس من هيبة وافتخار، يفتخر بها المهندس بين زملائه من الموظفين الآخرين، وبين أفراد عائلته وأسرته.
ولكن تواجههم أحيانا بعض التحديات والعراقيل التي تحول بينهم وبين تخصص الهندسة بمختلف فروعها وأقسامها، نذكر منها ارتفاع تكاليف المعيشة في الدول الغربية والشروط الكثيرة التي تُفرض على الطلاب، وكذا الرسوم السنوية للتسجيل والدراسة الباهظة جداً، حتى وهم في بلدانهم الأصلية. التي لا تقل في بعض الأحيان عن 10 آلاف دولار أمريكي للسنة الدراسية الواحدة.
ولهذا يفكر كثير منهم فعلا في استكمال دراستهم الجامعية في تخصص الهندسة بالجامعات التركية العمومية والخاصة. نظرا لما توفره لهم من مستوى أكاديمي عالي جداً ورسوم دراسية مخفضة ومناسبة جدا. بالإضافة إلى سهولة الإجراءات القانونية اللازمة.
لماذا دراسة الهندسة في تركيا؟
تتمتع الجامعات والمعاهد التركية بمقومات تخول لها أن تصبح من الجامعات المرموقة والرائدة عالميا في تدريس تخصصات الهندسة بمختلف تخصصاتها وفروعها، إذ لا تكاد تجد فيها فرقا واضحا بين الجامعات الحكومية والخاصة، ومن هذه المميزات نجد ما يلي:
_ الجامعات التركية التي تدرس التخصصات التقنية كالهندسة معترف بها عالميا كما أنها مصنفة ضمن أفضل 500 جامعة عالميا، مع تحقيقها تقدم ملحوظ في الترتيب الدولي في السنوات الأخيرة.
_ رسوم دراسية منخفضة مقارنة مع باقي الجامعات العالمية التي تفرض على الطلاب رسوم مرتفعة جداً مثل الجامعات الأوروبية والأمريكية والكندية...
_ إمكانية الحصول على منحة دراسية ممولة بشكل كامل أو بشكل جزئي من طرف وزارة التعليم العالي التركية أو من هيئة الأوقاف التركية أو الجامعات والمعاهد الخاصة.
_ الجامعات التركية تدرس وتعتمد على مناهج دراسية متنوعة وشاملة تستجيب لمختلف المعايير المتعارف عليها عالميا ودوليا.
_ إمكانية الدراسة باللغة الإنجليزية أو التركية حسب اختيار الطالب مع ضرورة التوفر على شهادات دولية تثبت ذلك. مثل شهادتي التوفل والأيلتس بالنسبة للغة الانجليزية أو التومر بالنسبة للغة التركية، خاصة في الجامعات الحكومية.
_ الجامعات التركية تعمل على خلق بيئة تفاعلية وثقافية بين الطلاب من خلال أوراش عمل ونوادي تعليمية. بهدف تحسين المستوى التعليمي والتحصيلي للطلاب سواء أكانوا أتراكا أو غيرهم من الطلاب الأجانب، إذ لا فرق بينهم في تركيا.
_ تتوفر الجامعات والمعاهد داخل تركيا على معامل ومختبرات مجهزة بأحدث الأجهزة التقنية التي يحتاجها طلاب الهندسة، من أجل اكتساب المهارات الأساسية في الهندسة قبل التخرج، حتى يتسنى له امتلاك الخبرة التعليمية والتطبيقية في ذات الوقت.
_ توفر الحكومة التركية للطلاب الأتراك والأجانب -على حد السواء- امتيازات وتسهيلات من أجل تحسين مدة دراستهم الجامعية وتكون في ظروف آمنة وأجواء تعليمية مثمرة. تهيئهم إلى ولوج سوق الشغل بشكل سريع ومضمون.
_ معروف عالميا بأن هيئة التدريس بالجامعات التركية هي هيئة تعليمية مشهود لها بكفاءتها العالية لأن متخرجة من أعتى الجامعات العالمية كأكسفورد وكامبريدج…، وفي مختلف تخصصات الهندسة.
_ من بين الامتيازات الجيدة التي تشجع الطلاب الأجانب على تفضيل الدراسة في الجامعات التركية، أن الأخيرة تعمل بعناية فائقة على اختيار هيئة إدارية احترافية توفر أجواء طلابية منتجة. وكذا تذليل كافة العقبات والعراقيل التي قد تواجه الطلبة أثناء دراستهم، بحيث توفر لهم مصلحة خاصة بالإجابة على كافة الاستفسارات الخاصة بهم.
_ الشهادات الجامعية التي تسلمها الجامعات التركية الخاصة والحكومية هي شهادات معترف بها عالميا، ويمكن التقدم بها لفرص العمل بمختلف دول المعمورة.
_ توفر الجامعات التركية التعاون وتبادل الخبرات مع مختلف الجامعات الأوروبية والأمريكية والكندية...، الشيء الذي يعني الكثير للطلبة، بحيث تستطيع دراسة مادة جامعية أو فصل دراسي بأكمله على يد أساتذة أكاديميين غربيين محترفين من أمريكا أو كندا أو بريطانيا…
_ توفر التبادل الطلابي بين الجامعات التركية ومختلف الجامعات الأجنبية أو ما يسمى ب "الإيراسموس"، من أجل اكتساب خبرة أكبر وثقافة أوسع. بحيث يمكن أن تدرس فصل دراسي واحد أو سنة دراسية كاملة في جامعة من الجامعات الغربية، وهذا يعتبر ميزة إضافية في مسيرة الطالب العلمية.
أفضل التخصصات الهندسية التي تدرس في تركيا:
_ الهندسة المعمارية: تعرف بأنها فن وتقنيات التصميم والبناء ، والغرض منها هو الجمع بين المتطلبات العملية والجمالية للمبنى.
_ الهندسة المدنية: هي من أقدم التخصصات الهندسية، وتهتم بالتصميم والإشراف على البنية التحتية مثل: الطرق والمباني والجسور والأنفاق والمطارات.
_ الهندسة الميكانيكية: تهتم بدراسة التصميم والتصنيع والتركيب، وكذلك طريقة تشغيل المحركات والآلات، ودراسة عمليات التصنيع المختلفة. وتركز بشكل خاص على دراسة القوى والحركة وطبيعة العلاقة بينهما.
_ الهندسة الكهربائية: هي الهندسة التي تتعامل مع دراسة وتطبيق الكهرباء والإلكترونيات والكهرومغناطيسية.
_ الهندسة الحيوية: تركز بشكل أساسي على علم الأحياء، وتتعامل أيضاً مع علوم الكيمياء وعلم الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية وعلم المناعة والصيدلة.
_ الهندسة الصناعية: تهتم بالتخطيط والتصميم ورفع كفاءة عملية الإنتاج وتحسين العمليات لتصميم منتجات عالية الجودة، وبتكلفة أقل وباستخدام أقل للموارد الخام والطاقة البشرية.
_ هندسة الطيران: تهتم بتعلم كل ما يتعلق بمحركات الطائرات وأنظمتها وكيفية تصنيعها. بالإضافة إلى ذلك، فهو تخصص يتطلب قدرًا كبيرًا من الدقة والعناية والمعرفة الواسعة بسائر أنواع الطائرات المختلفة سواء كانت مدنية (عامة - خاصة) أو طائرات عسكرية.
_ هندسة الميكاترونيكس: هو مزيج من الميكانيكا والإلكترونيات، يهتم بتصميم المنتج وتطويره ، ودمج مبادئ الهندسة الكهربائية والميكانيكية والحاسوبية والهندسة الصناعية في جميع الأجهزة الحديثة، لأنها أنظمة تعتمد على المكونات الميكانيكية والكهربائية التقليدية.
_ هندسة البرمجيات: مجال معني بتطوير وتصميم البرامج عالية الجودة مع مراعاة تخصيصات المستخدم ومتطلباته على جميع المستويات.
_ هندسة الكومبيوتر: فرع من فروع الهندسة يجمع بين مجالات متعددة من علوم الكمبيوتر وهندسة الإلكترونيات الضرورية لتطوير أجهزة وبرامج الكمبيوتر.
شروط دراسة الهندسة في تركيا:
تختلف شروط دراسة الهندسة - بمختلف فروعها - في تركيا من جامعة إلى جامعة أخرى، بحيث أن شروط الجامعات الحكومية ليست هي شروط الجامعات الخاصة، والتي يمكن إجمالها في ما يلي:
تشترط الجامعات التركية الحكومية على الراغبين في دراسة تخصصات الهندسة بالنسبة لمرحلة البكالوريوس، حصولهم على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) بمعدل عام يجب ألا يقل عن 70٪ من مجموع النقاط.
بالإضافة إلى النجاح في اختبار امتحان القدرات التركي "اليوس"، أو اختبار القدرات الأمريكي "السات". مع ضرورة حصولهم على شهادة "التوفل" في حالة تم اختيار اللغة الإنجليزية كلغة دراسة، أو "التومر" في حالة الدراسة باللغة التركية. أو أخذ سنة تحضيرية لتعلم اللغة (التركية بطبيعة الحال).
أما الجامعات التركية الخاصة، ففي الغالب لا تشترط شروطا صعبة مثل الجامعات الحكومية التي يكثر الاقبال عليها سنوياً، ولذلك تلجأ إلى أسلوب الاستحقاق والمنافسة، فيكفي في جامعات القطاع الخاص فقط أن يحصل الطالب على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) بمعدل لا يقل عن 50٪. ولا يهم إن كانت علمية أو أدبية.
كما تشترط وجود شهادة "التوفل" أو "الأيلتس" في حالة اختيار اللغة الإنجليزية كلغة الدراسة، واختبار إتقان التركية "التومر" إذا كانت لغة الدراسة هي اللغة التركية، وفي حالة عدم توفر شهادة إتقان اللغة يمكن كذلك أخذ سنة تحضيرية لتعلم اللغة سواء التركية أو الإنجليزية. مع إعفاء الطلاب من اختبار القدرات الذي تفرضه الجامعات الحكومية.